الحكومة الإسبانية تتصالح مع الحق والتاريخ في قضية الصحراء

بقلم : سيدي ختار الجماني

مما لا شك فيه أن علاقات الجوار المغربية الإسباينة  تسير نحو أفاق جيدة، بعد الموقف الآخير للحكومة  الإسبانية، الذي تضمنته الرسالة التي وجهها رئيس الحكومة الإسبانية السيد بيدرو سانشيز إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي أكد من خلالها  ” على وجاهة مبادرة الحكم الذاتي، واعتراف بمغربية الصحراء”. ما يجعلنا جميعا ونحن نثمن هذا التوجه الجديد، نؤكد أن إسبانيا بهذا الموقف  عبرت عن حكمتها، ورجاحة حكامها في طريق إيجاد حل نهائي ومستدام  لنزاعنا المفتعل  .

فالموقف الإسباني ا سيشكل لا محالة منعطفا حاسما في هذا الملف الذي عمر طويلا ، خصوصا وأن هذا الموقف  هو رسمي وواضح يدعم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية للأقاليم الجنوبية، ويؤكد على أن هذه المبادرة هي الأساس الأكثر جدية وواقعية وذات مصداقية، من أجل تسوية الخلاف المفتعل. وهي قناعة ليست بالجديدة عند المنتظم الدولي الذي وجد في هذه المبادرة الحل العادل والمتقدم، لإنهاء النزاع المفتعل، ووضع المنطقة أمام مسؤولية تاريخية في إطار التلاحم والتكامل في إطار المغرب العربي الكبير.

 فإسبانيا، ومن خلال هذا الموقف الواضح والمتكامل، هي تقطع مع ضبابية المواقف تجاه قضيتنا الوطنية، وأكيد أن هذا الموقف هو نتاج دبلوماسية وازنة ورزينة،  يقودها جلال الملك محمد السادس نصره الله  وأيده، حيث كان جلالته واضحا في توجيهاته ونداءاته لكل الأصدقاء والشركاء، لتبني مزيد من المواقف الجريئة والواضحة، اتجاه قضية الوحدة الترابية للمملكة، على اعتبار أنها ستساهم في دعم المسار السياسي والجهود المبذولة من أجل الوصول إلى حل نهائي قابل للتطبيق.

فالمغرب المملكة الضاربة في التاريخ، هو يجني ثمار  ثباته في مواقفه، لا يتأثر بالاستفزازات العقيمة، والمناورات اليائسة، التي تقوم بها الأطراف الأخرى الغارقة في الأوهام. لدى فنحن كأعيان وفاعلين إقتصادين في قطاع الصيد، إذ نثمن هذا التحول الإيجابي والنوعي لإسبانيا، تتملكنا أمال وتطلعات كبيرة في  أن يشكل هذا الموقف الجديد لإسبانيا، انطلاقة لتقوية وتعميق العلاقات بين البلدين الجارين، وتبدأ صفحات جديدة مع الشريك الإسباني. كما نتطلع ليكون هذا الموقف حاسما في أن يشكل قاطرة لدول أخرى في الإتحاد الأوربي  لتحذو حذو إسبانيا ، خاصة التي لها علاقات قوية مع المغرب لكن موقفها غير واضح بشأن القضية الوطنية.

ولأننا في عمق الصحراء شاهدون  على التحول الكبير والنمو المتواصل الذي تعرفه المنطقة طيلة العقود الماضية إسوة بباقي جهات المملكة، لنقول أن الموقف الإسباني وغيره من المواقف الإيجابية المعلنة أو تلك المنتظر إعلانها بعد أن بدأت بوادرها في الظهور ، هي خلاصة ما تشهده المنطقة من مسيرة متكاملة من النماء والتنمية المتواصلة،  بخطى حثيثة في كل ربوع الأقاليم الجنوبية المغربية، والتي تحولت في السنوات الأخيرة إلى ورش كبير لمشاريع ذات أبعاد اقتصادية وتجارية واجتماعية، ساهمت في خلق الآلاف من مناصب الشغل، وشجعت كبريات الشركات العالمية على الاستثمار بها .